الأمام علي بن أبي طالب(كرم الله وجهه)
كثيرة هى الكتب التى تحفل صفحاتها بسير شخصيات عبقرية وخالدة.*تلك السيرالتى تثير في الانسان بواعث الروح القوية دافعة اياه للمزيد من الاطلاع على سيرالأبطال والعظماء.فالاطلاع الاطلاع على مثل تلك السير، لتنهل من علوم أبطالها ومعارفهم النافعة ولتقتدي بأخلاقهم النبيلة، ومنها سيرة شخصية عظيمة وثيقة الصلة بكل جوانب النفس الانسانية الاوهي شخصية ابن عم النبى _صلى الله عليه وسلم_علي بن أبي طالب _رضي الله عنه_ينتمي لأسرة كريمة الأصل من سماتها النبل ،والأيد،والشجاعة،والمروءة،والذكاء.*ولد_رضى الله عنه_في مكة ، وتربى في بيت النبى _صلى الله عليه وسلم_ونشأنشأة خالصة،فهوأول من أسلم من الصبيان_وأول من صلى مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم _وكان يستمع الى أحاديث الرسول، وينهل من فيض حكمته، ويفيدمن المواقف المختلفه التي تمر به.*أحبه الرسول الكريم أشد الحب ، وآثره أعظم الايثار،واستخلفه حين هاجر من مكة على ماكان عنده من ودائع ليردها لأصحابها ،وجعله أخاه حين آخى بين المهاجرين والأنصار،زوجه ابنته فاطمة الزهراء_رضي الله عنها_ثم أن عليا_رضي الله عنه _أحب الله ورسوله ،وتفانى في سبيل خدمة الدعوة الاسلامية ،فهو الفتى الشجاع الذي نام في فراش الرسول ليلة الهجرة وهويعلم ماتكيده قريش للرسول الكريم،كما شهد مع النبى _صلى الله عليه وسلم_معظم غزواته فقد دفع اليه رسول الله _صلى الله عليه وسلم _الرأية يوم خيبر،وفي بدر وأحد والخندق كان له البلاء المشهود بالبطولة والصمود .ولم يتخلف عن الجهاد الا في غزوة تبوك حين استخلفه الرسول _صلى الله عليه وسلم_على المدينة . بويع الامام علي رضي الله عنه بالخلافة بعد استشهاد عثمان بن عفان _رضي الله عنه _عام35هجرية ،فهو رابع الخلفاء الراشدين واتسمت خلافته باقامة الحق والعدل والاحتهاد في نصح الامة.
*عاش_رضي الله عنه_زاهدا في دنياه راغبا في آخرته عالما بدقائق أمور الدين ،فهو الى جانب ماكان عليه من شجاعة في الميدان وفصاحه في القول والبيان،فقد اقتبس من علم الرسول الكريم وخلقه وحكمته وهو ماجعله من علماء الصحابة ،وأشهر فقهائهم، وأدقهم نظرا، وأشدهم توفيقا للحكم الصائب والرأي السديد ، فكان الصحابة يرجعون اليه اذا أشكلت عليهم المسائل أرسله رسول _صلى الله عليه وسلم _الى اليمن قاضيا، فكان ينظر الى الأمور بمارسمه له الدين من حدود وبما امتلأت به نفسه من ثقافة روحية، ويعد من أبرز الخطباء في عصره . له خطب عالجت قضايا الأمة وشوؤنها ودعت الى تقوى الله والعمل الصالح، وبذل الخير، ومراقبة الله في السر والعلن ،ويتجلى في خطبه تأثره الشديدبالقرآن الكريم والحديث الشريف ،فهي لبلاغتها محفوظة ويجري بعض كلماتها مجرى الحكمة.*وكما كانت حياته_رضى الله عنه_جهادا، كان مماته استشهادا، حيث طالته اليد الآثمة وهوخارج من مسجد الكوفة بعد صلاة الفجر عام 40هجرية ، فماأروع سير الصحابة _رضي الله عنهم!وماأعظم الاقتداه بشخصياتهم .
تعليقات
إرسال تعليق