من هو ابن المقفع

*هوعبدالله بن المقفع فارسي الأصل ، وكان اسمه قبل اسلامه روزبة بن داذويه ، فلما أسلم تسمى ب(عبدالله)، وتكنى بأبي محمد،ولقب أبوه المقفع لأن الحجاج بن يوسف الثقفي اتهم أباه باختلاس مال الدولة وعاقبه، فضربه على يديه حتى تقفعتا،أي تورمتا.*ولدعام 106هجرية،ونشأفي قرية ((جور))الفارسية فمضى ينهل من ينابيع الثقافة الفارسية ، يساعده ذكاؤه على استيعاب كنوزها ومانقل اليها من فلسفة وحكمة هندية . انتقل الى البصرة التي كانت مركزا علميا يزخر برجال العلم والأدب، فجعل يخالطهم ويأخذعنهم.*اتصل بآل ((الأهثم)) وكانوا عربا أقحاحا معروفين بالفصاحة ،وأصبح مولى لهم يغترف بلاغتهم ،وكان يترددبين الحين والحين الى منتدى الأدباء والشعراء،يصغي الى مساجلاتهم وأقوالهم اصغاء طالب العلم والمعرفة.وهكذا تم له اتقان اللغة العربية التي استقاها من ينابيعها الأصلية. ومضى يشق طريقه معتمدا على مايملكه من زاد فكري ،قوامه الثقافتان الفارسية والعربية .*اشتهر((ابن المقفع )) بذكائه المتقد ،وكرمه، وأخلاقه الحميدة ، وحبه لأصدقائه حتى قال :((ابذل لصديقك دمك ومالك )). *مات مقتولا في البصرة عام 142هجرية، بسبب آرائه التي أغضبت المنصور .آثاره :ترك ((ابن المقفع))وراءه آثاره جليلة منها ماترجمه ككتاب ((كليلة ودمنة ))ومنها ما وضعه ككتاب ((الأدب الكبير))و((الأدب الصغير))ويعد كتاب ((كليلة ودمنة))من أشهر كتبه وأعظمها شأنا وأكثرها خلودا ،وقد ساقه في قالب حكايات على ألسنة الحيوان والطير من قبيل الأدب الرمزي، وأودعه الكثير من نزعاته السياسية.وهوفي الأصل موجه الى ذوي السلطان من ملوك، ووزراء،وحكام،ويتضمن ارشادات ونظماوتوجيهات ،من أروع ماخطه يراع ،وأكمل ماأبدعه فكر، لذلك عني علماء كل أمة بنقله الى لغاتهم.
*وكتاب ((الأدب الكبير ))يتحدث فيه عن الأخلاق وآداب الصديق ، وأماكتاب ((الأدب الصغير))فعبارة عن دروس اجتماعية وأخلاقية تحت على طلب العلم ومحاسبة النفس وتأديبها.*وعلى الرغم من أن((ابن المقفع)) يتعصب للآداب الفارسية فان فضله على اللغة العربية وآدابها عظيم، فهو أول من أدخل اليها الحكم الفارسية والهندية ، وعلم الأخلاق ،والسياسة، وأول من ألف وترجم ، ومزج الثقافة العربية بالثقافة الأجنبية ، ورفع في كتبه النثر العربي الى أعلى درجات الفن .*وكان ((لابن المقفع))أسلوب خاص به ،وهو ((السهل الممتنع )) وتتجلى فيه البلاغة في أجمل صورها، وكان يدعو الى البعد عن الألفاظ الغربية والمعاني المبتذله، ونجدفي أسلوبه أفكارا مرتبة ،وألفاظا سهلة فصيحة ومنتقاة وقوية الدلالة على المعاني، وقد ساد أسلوب ((ابن المقفع)) آنذاك وقلده البلغاء من الكتاب فقدتأثر((الجاحظ))بطريقته في التحليل والجدل ، واستقى المتنبي كثيرا من حكمه ، واعترف من انتاجه الفكري ((الفارابي))و((ابن سينا))في موضوع الولاة والأصدقاء.